الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

طارق العلوي يرد على عبدالرحمن الراشد الكويتيون ناكرون للجميل

الكويتيون.. ناكرون للجميل


الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد..

نتفق تماما مع ما ذكرت بأننا كشعب كويتي.. "ناكر للجميل"!

وبأنه بدل أن نقف مع الشعب القطري ضد الحصار "الجائر" المفروض عليه، وبدلا من أن نفتح "ساحتنا للاستخدام القطري سياسيا وإعلاميا واقتصاديا" كما أشرت معاليك، فقد كان حريا بنا أن نساهم في حصار الشعب القطري، وفي تضييق الخناق عليه، وحرمانه من جميع مقومات الحياة.. حتى يؤوب إلى رشده!

نعم نحن الكويتيون شعب ناكر للجميل، لأننا رفضنا التعرض لوالدة أمير قطر، إذ ما زالت لدينا رجولة وأخلاق تمنعنا من التعرض لأعراض الناس ونسائهم.. وهذه أخلاق قد يصعب شرحها.. لمن لا يملكها!

***

السلام وحسن الجوار مع الدول الأخرى هدف جميل.

.. لذا فإننا نثني على استقبال وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، الذي أعلن يوما عن رغبته بتشييد تمثال في العراق، للجنرال الإيراني.. قاسم سليماني!
والذي طالب بوضع السعودية "تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لتجفيف الإرهاب والتطرف الديني".. على حد قوله.

كما نؤيد استقبال السيد مقتدى الصدر، الذي شدد على دعمه اللامحدود لـ"الحوثيين"، في قتالهم ضد قوات "الشرعية" في اليمن.

ونشيد بمصافحة وزير الخارجية السعودي، لوزير خارجية "الشيطان الأكبر" إيران.

ونقول لوزير الداخلية الأعرجي، وللسيد مقتدى الصدر، ولوزير الخارجية الإيراني ظريف.. "حياكم الله كحلفاء وأصدقاء، وهنيئا لكم أي منح ومساعدات مالية قد تصلكم، كعربون للصداقة الجديدة".

نعم، من حق السعودية أن تقوم بهذه الأمور، لأنها دولة "ذات سيادة"، وينبغي أن تراعي مصالحها. ولأنه لا يوجد في عالم السياسة صديق دائم.. أو عدو دائم.

وفي نفس الوقت فإننا ككويتيين، مطالبون بأن نُدين قطر، لأنها ترى نفسها.. دولة "ذات سيادة"!

أيها القطريون..

اتركوا عنكم "السيادة"، فالسيادة أصبحت "دقة قديمة".. أما الموضة اليوم فهي في "اتباع التعليمات" الواردة بالفاكس من دول الحصار، وتنفيذها حرفيا دون نقاش أو كثرة جدال.. وإلا زعل عليكم عبد الرحمن الراشد ومن هم على شاكلته.. بل وزعل حتى على من يتعاطف معكم، مثل هؤلاء الكويتيين ناكري الجميل، وطلّع لهم كل "الملفات القديمة" من صندوق سيارته!

***

نعم نحن الكويتيون ناكرون للجميل، لأننا سعينا بالوساطة لإصلاح ذات البين بين قيادات دول الخليج، وذلك لإيماننا المطلق بأن "مصيرنا واحد.. وشعبنا واحد".

لكن المحير أننا لا نعرف أي طرف نصدق..

فهل نصدق البيانات والتصريحات "الرسمية" التي تصدر من قيادات دول الحصار، وهي تثني وتشيد بالوساطة الكويتية، وتعتبرها الحل الأفضل الذي يتميز بالحكمة وصوت العقل، تجاه الأزمة الحالية؟

.. أم نصدق عبد الرحمن الراشد ومن معه من إعلاميين، وهم يذمون هذه الوساطة، ويعتبرونها خروجا على وحدة الصف، وخيانة لدول الحصار، وبأن الكويت وعمان لا ينبغي أن يتصرفا وكأنهما دول "ذات سيادة"، وإنما يكفيهما أن يكتب عبد الرحمن الراشد مقالا فيسمعان ويطيعان.. وإلا..!

***

عزيزنا "الباشكاتب" عبد الرحمن الراشد..

نعلم أن أمرك ليس بيدك، وأنك تُؤمر فتكتب.. لكن الرد عليك واجب، حتى لا تخلط الأوراق على الشعب السعودي الكريم.

فلست أنت ولا غيرك من يذكرنا بفضل أهلنا علينا.

فالكويت بلد الكرام، وقديما قال الشاعر: "إن أنت أكرمت الكريم ملكته"، وقد ملك السعوديون -قيادة وشعبا- قلوبنا بطيب أفعالهم وبِيض صنائعهم.

لكن أن يأتي اليوم شخص مثلك، ليمن علينا.. بأننا حررناكم يا "كوايتة"، وأصبح لزاما عليكم أن تردوا لنا هذا "الدين الأخلاقي" بالانضمام إلينا في حلف لحصار الشعب القطري، وتوقيع عريضة معنا لسحب استضافة كأس العالم من قطر، ومقاطعة قناة "بي إن سبورت"، ومطالبة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بمعاقبة قطر لأنها حرضت على كراهية الإسرائيليين من خلال خُطب القرضاوي، وأن تمنعوا عن القطرين حليب "الألبان الكويتية" كما منعنا عنهم "المراعي"، فلا يجد القطريون إلا الحليب التركي "صعب الهضم"، ما سيضطرهم في النهاية للاستسلام لشروط الحصار.. كاملة غير منقوصة!

فنحن نرد على عبد الرحمن الراشد، وعلى فرقة "حسب الله" من الإعلاميين المطبلين، بأن وقوف السعودية معنا ضد ظلم وقع علينا، لا يلزمنا أن نقف مع دول الحصار في "ظلم" شعب خليجي مسالم لا ذنب له.

فعندما اقتنعت الكويت بوجاهة مطالب السعودية والإمارات في عام 2014، سعت لإقناع قطر بالتوقيع على تعهد "ملزم للجميع"، بعدم الإضرار أو التدخل بشؤون الآخرين.

لكن عندما رأت الكويت أن "بعض" مطالبكم -الثلاثة عشر- فيها تعد سافر على "سيادة" قطر، امتنعت الكويت عن تأييد هذه المطالب، وسعت لإيجاد حل وسط لاحتواء الأزمة، دون المساس بـ"سيادة" دولة قطر.

فإن لم تعجبكم هذه الوساطة، فهو شأنكم.. لكنها سياسة سارت عليها الكويت، ولن تغيرها الآن خشية مقالة كتبها صحافي أو تغريدة نشرها مستشار.

.. هكذا كانت الكويت، وهكذا ستبقى. ولن يضيرنا أن نُنعت بأننا "ناكرون للجميل"، حسب قاموس عبد الرحمن الراشد، ومقالاته.. غير الراشدة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق