الاثنين، 12 فبراير 2018

ماذكر عن كون البربر الامازيغ من حمير



رسالة المعتمد بن عباد الي بن تاشفين كتب له رسالة يصفه فيها بلقب سيد حمير تذكير باصول بن تاشفين اليمانية الحميرية

=========

هل الأمازيغ حميريون؟

د.أحمد العلوي*

لننظر في الكلمات التالية من الشلحة الجنوبية الغربية أي تشلحيت:

1ـ تزغي: الحمرة. المصدر / الأصل: تزگغي.
2 ـ إزوغ: الأمر بالاحمرار.الأصل: أزوگع
3 ـ أيتزوغ: أرتزوغ، أريتزوغ يحمر / المضارع. الأصل: ايتزوگع
4 ـ مزوغ: حمر: أمر بالتحمير / فعل أمر.الأصل: مزوگع
5 ـ أزكع: أحمر / صفة. جاء على أصله.
6 ـ إزكغ: احمر (أيزكع) فعل ماض. جاء على اصله

وها هي الموازين تباعا:

1. تفعلي: (يوزن الأصل).
2. إفعول: (يوزن الأصل).
3. أيتفعول: التشديد فوق التاء من أجل أصالة الهمزة الموزونة بالفاء (يوزن الأصل)
4. مفوعل (مفوعل). (يوزن الأصل).
5. أفُعَال (أفُعَل). (يوزن الأصل وهو هنا مطابق للمنطوق).
6. إِفعل (إِفعال). يوزن الأصل وهو هنا مطابق للمنطوق).
وننهي القائمة هنا بالكلمة موضوع البحث أي {ايمازيغن}:
7. أَم ـ آزغ . وزنها{أم ـآ فِعْلْ} هو وزن أصلها الصرفي:«أم ـآزگع»
{الگاف} محذوف في بعض تصاريف الكلمة ولكنه يظهر في الميزان بالضرورة اخذا من الكلمات التي ظهر فيها ذلك الحرف كما يظهر امره في القائمة المتقدمة .

سؤال :

ما علاقة الكلمة رقم 7 بالكلمات الاخرى في هذه القائمة؟
لا نعلم أحدا وضع هذا السؤال بهذه الطريقة اللغوية إلا العربي الذي كان أول قائل بحميرية الأمازيغية انطلاقا من فهمه الصائب لكلمة {ايمازيغن} . ولا شك أن ذلك العربي القديم يعلم أن ألامازيغية ليست إلا عربية نوعية. ليست شقيقة للعربية النزارية، ولكنها من أقربائها.

الجواب عن السؤال الماضي:

علاقتها بالكلمات الاخرى علاقة اشتقاقية فبعضها مشتق من بعض والجامع معنى الحمرة المتنقلة والثابتة.
كيف نستدل على ذلك ؟ نستدل عليه كما استدل عليه العربي الاول الذي ترجم {ايمازيغن} بحمير فنسبهم الى حمير وكان اعلم بنحو وصرف الحميرية الامازيغية والتقارب بينهما من المتكلمين بها .

نقطع الكلمة:

8. أم ـ آزغ / الجمع : إم ـ آزغن.
نتذكر الكلمات الدالة على الحمرة المتقدمة ونتذكر القاف اليمنية او الجيم القاهرية الظاهرة في بعض تصاريفها فيتبين لنا ان اصل : {آزغ} هو {آزكغ} وان اصل {آزغن}هو {آزكغن}
هنا نجد أنفسنا أمام تأليف نعدل به في العربية التأليف التالي:

9. ذو ـ الحمرة: ذوو الحمرة.
هذا العدل ليس صحيحا كل الصحة فإن «آزغ» ليست مصدرا دالا على الثبوت وإنما المصدر بذلك المعنى هو «تزغي» . ولكنه لا يقال هنا فلا نقول «أم ـ تزغي» . والسر في ذلك ان «آزغ» التي اصلها {ازكغ} لا تعني الحمرة الثابتة ولكن تعني الحمرة المنتقلة . ولم يرد بالاسم وصف اهله بالحمرة الثابتة فترك المصدر {تزغي} الى {ازكغ} التي هي صيغة تعني الحمرة المنتقلة . وعليه يكون النسب الحميري الذي الحقه العرب بالبربر او الامازيغ مجرد قول اساسه تحليلهم للسان الامازيغ . ومن اليقيني بعد النظر في التحليل الذي نقدمه هنا وبعد التامل في قول العرب بحميرية الامازيغيين ان يكون هؤلاء العرب عارفين بهذا التحليل وعارفين بصلته باللغات الحميرية التي كانت سائدة في جنوب الجزيرة العربية .
ليس في الأمر إلا ترجمة محضة معلومة عند الأقدمين من العرب والحميريين. ولعل من المناسب أن نذكر هنا أسماء اليمنيين القريبة من اسم {ذي الحمرة} او {ذوي الحمرة} شكلا أي المؤلفة من شقين احدهما {ذو} مثل: ذي سفل، وذي فايش وذي يزن وذي قسد (القسد عند حمير هو القوس كما جاء في الإكليل للهمذاني) . وبلغة اشد وضوحا نزعم ان المصادر في الامازيغية نوعان: مصادر معان متنقلة ومصادر معان ثابتة , وان {ايمازيغن} مركب اضافي جزؤه الختامي مصدر متنقل .هذا المصدر المتنقل له امثلة كثيرة في اللسان الامازيغي .
إن الفرق بين {احمر} و{حمير} هو الفرق بين {ام ازغ} و{ازكغ}. الصرفيون العرب تركوا لنا صرفا ناقصا . لذلك لم يهتموا بالمعاني الصيغية لما جاوز الثلاثي من الكلمات . {حمير} عدت كلمة مرتجلة ولم يبحث لها عن معنى صيغي ولم يجعلوها في مزيد الثلاثي . الذين اشاروا الى العلة في تسميتها بحمير هم مؤرخو اليمن اذ قالوا انها سميت كذلك لانها كانت تخيم تحت قباب حمراء فلم تكن الحمرة في جلدها ولكن في قبابها .
لكن الحقيقة ان {حمير} تعني صيغيا الاحمر المنتقل وهي ترجمة متقنة لكلمة {ايمازيغن} وهي كفيصل فالفيصل ليس معناه كالفاصل . الفاصل فاصل في كل الاحوال والفيصل فاصل مع شروط .
وختاما فان مثال { ايمازيغن } وتقطيعه الذي افضى الى القول بانه ترجمة لكلمة حمير او ان حمير ترجمة له ينبغي ان يحض الباحثين في الامازيغية على الاعتصام بحبل الحكمة حين ينظرون في الاقوال العربية القديمة عن اللسان الامازيغي. لقد ثبت من هذه الكلمة انهم كانوا اصوب قولا من الاختصاصيين او المختصين الجهابذة من مغاربة واجانب الذين قالوا انها تعني الرجال الاحرار دون روية ولا تثبت .


*رئيس اتحاد اللسانيين المغاربة - دكتور من جامعتي باريز وليون

======
الامازيع شعوب كثيرة وليس شعب واحد بدليل اختلاف اشكالهم والوانهم مثلا القبايل اشكالهم تختلف عن الطوارق و الصحراويين اضافة منازل صنهاجة في اليمن و لازالت تحمل اسم صنهاجة
شواهذ تاريخية تبين ان اصل صنهاجة من قبيلة حمير اليمانية واذكر برسالة المعتمد بن عباد الي بن تاشفين كتب له رسالة يصفه فيها بلقب سيد حمير تذكير باصول بن تاشفين اليمانية الحميرية

ليست صدفة ان تكون مواقع مكانية تحمل اسم صنهاجة و كتامة في اليمن بل حتى مدينة سوسة التونسية اسمها القديم (حضرموت) على اسم حضرموت اليمن
حضرموت هم ابناء قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام
منازل كتامة في اليمن
كتامة هي إحدى قرى عزلة بلاد القبائل بمديرية الحيمة الداخلية التابعة لمحافظة صنعاء

=======

صنهاجة و كتامة اصولهم يمانية و لازالت منازل صنهاحة و كتامة تحمل اسمهم دليل مكاني من اليمن ليثبت ما ذكرت ليست صدقة ان قبيلة صنهاجة و كتامة اصلهم من اليمن و يحملون اسم منطقتين في اليمن مثل القول ان فلان التلمساني فهو اصله من تلمسان

==============

 البربر والأصول العربية:

فأما إذا اخترنا بالإضافة إلى المراجع الغربية أن نبحث في المراجع العربية التي تثبت عروبة البربر انطلاقا من الصلات التاريخية، الإجتماعية واللغوية، فسيبقى مصير البحث عن أصل العرق المسمى "بالأمازيغي" معلقا إلى حين أن تنفد إحدا المصادر.

الهجرة العربية إلى شمال إفريقيا حسب المؤرخين العرب سبقت الفتح الإسلامي بقرون. فعروبة البربر قضية ليست وليدة اليوم بل قد أثيرت منذ عصر ما قبل الإسلام. وقد اهتم بها العديد من العلماء والنسابة العرب، نجد أغلبهم ركزوا على يمنية البربر أو انتسابهم إلى قبائل قحطان.

في الجزء الأول من كتاب "الإكليل" للنسابة والمؤرخ "أبو محمد الهمدان" جاء في الصفحة 45 أن كنعان هو أحد أولاد عويلم بن سام وبأن موطن الكنعانيون الأصلي هو جنوب الجزيرة العربية، داعما ما اجتمع عليه المؤرخون العرب بأن قبائل البربر تنتسب إلى أمازيغ بن كنعان.

قال ابن خلكان في معرض ذكر أصل الملثمين (الطوارق) "أصل هؤلاء القوم من حمير بن سبأ وهم أصحاب خيل وإبل وشاء ويسكنون الصحارى الجنوبية وينتقلون من ماء إلى ماء كالعرب وبيوتهم من الشعر والوبر"، وأضاف بن الأثير داعما نفس الأطروحة "الملثمين وهم عدة قبائل ينسبون إلى حمير أشهرها لمتونة زمها أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين وجدالة ولمطة وكان أول مسيرهم من اليمن أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه فسيرهم إلى الشام وانتقلوا إلى مصر ودخلوا المغرب مع موسى بن نصير وتوجهوا مع طارق غللا طنجة فأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء واستوطنونها إلى هذه الغاية".

ويقول ليون الأفريقي في كتابه " وصف أفريقيا" " لم يختلف مؤرخونا كثيرا في أصل الأفارقة، فيرى البعض أنهم ينتمون إلى الفلسطينيين الذين هاجروا إلى أفريقيا حين طردهم الأشوريون، فأقاموا بها لجودتها وخصبها، ويزعم آخرون أن أصلهم راجع إلى السبئيين(أي الحميريين) الذين كانوا يعيشون في اليمن قبل أن يطردهم الأشوريون أو الإثيوبيون منها، بينما يدعي فريق ثالث أن الأفارقة كانوا يسكنون بعض جهات آسيا، فحاربتهم شعوب معادية لهم، وألجأتهم إلى الفرار إلى بلاد الإغريق الخالية آنذاك من السكان، ثم تبعهم أعداؤهم إليها، فاضطروا إلى عبور بحر المورة واستقروا بإفريقيا، بينما استوطن أعداؤهم بلاد الإغريق. كل هذا خاص بالأفارقة البيض القاطنين في بلاد البربر ونوميديا"…

هذا وبالإضافة إلى التشابه في التقاليد والموسيقى الشعبية بين البربر وقبائل اليمن، بحيث أشارت دراسات أوروبية لعلماء في مجال الموسيقى إلى هذا التشابه، كانت أولها على يد "روبرت لخمان" سنة 1922م تم "هانس هلفرتس" (1933-1935م) مما يحتم افتراض وجود علاقة بين البربر وقبائل اليمن. كما لا يغيب على أحد منا تشابه أحياء مدن اليمن بالمناطق التي يسكنها البربر خصوصا في المغرب. ناهيك عما أورده "ابن بطوطة" في رحلته من تشابه بين قبائل ظفار وقبائل البربر

يقول الدكتور عثمان سعدي:

- 1 }عتز الشعراء البربر بأصلهم القحطاني اليماني الحميري، فقال الشاعر الحسن بن رشيق المسيلي، المتوفى سنة 463 هـ، مادحا الأمير البربري ابن باديس الصنهاجي: "يا ابنَ الأعزة من أكابر حمير وسلالةَ الأملاك من قحطان".

- 2 ويعتز الشاعر ابن خميس التلمساني المتوفى سنة 708 هـ بأصله الحميري، فيقول: " إذا انتسبتُ فإنــني من دَوحـة يتفيّـأ الإنسان برْد ظلالهـا، من حِمير من ذي رُعَينٍ من ذوي حَجْرٍ من العظماء من أقيالها".

- 3 في بيتين يفتخر شاعر بربري طرقي بانتساب قبائل الطوارق البربر إلى حمير فيقول: "قوم لهم شرف العلى من حميــر وإذا دُعوا لمتونة فهمُ همو، لِما حوَوا علياء كل فضيلــــة غلب الحياء عليهم فتلثموا{".

قال "گرينييه" أن " اللغة العربية هي الوحيدة التي نفذت كثيرا إلى اللغات البربرية" ومنه فإن أقرب لغة إلى اللهجات البربرية هي اللغة العربية.

وقد تم إثبات عروبة اللسان البربري أيضا، بحيث توصل الأستاذ محمد شفيق إلى تشابه كبير بين اللهجات البربرية واللغة العربية على مستوى أنماط التركيب الجملي والمقولات الصرفية، فالفعل البربري تابع لفاعله، دائما، من حيث التذكير والتأنيث والإفراد والجمع، سواء أكان الفاعل اسما ظاهرا أم كان ضميرا عائدا، أكان عاقلا أم غير عاقل.

وفي هذا الموضوع ألف الباحث "محمد البومسهولي" كتابا "عروبة الأمازيغي بين الوهم والحقيقة" بين فيه عروبة الكثير من المفردات والأسماء والأرقام والأفعال في اللهجات البربرية المغربية مؤكدا بأن اللهجة البربرية عامة عبارة عن مفردات عربية صريحة فصيحة، أو مفردات مصرية قديمة أو عربية منسية، متروكة أو دخيلة وتارة غريبة تحتاج إلى وقت لإرجاعها إلى الأصل.

كما صدر كتاب قيم للباحث العُماني "سعيد بن عبد الله الدارودي" أواخر سنة 2012 بعنوان "حول عروبة البربر" يثبت فيه عروبة البربر من خلال اللسان.

بعض الأمثلة مما توصل إليه الباحثون عن علاقة اللهجات البربرية باليمنية:

-1 اللهجة الشَّحْريَّة :

إرْو: الولادة ـ إيروت: الوِلادة

يوتب: شمَّر الثوبَ عن ساقيه، أو الكُم من ذراعه ـ إتُّوب: شَدَّ الإزار حول خصره، أو ربط الحزام حول وسطه.

أكورات: الرئيس ـ كيروت: الرئاسة، الزعامة، كار: شيخ القبيلة، الرئيس، الزعيم.

إكوسّم: جَمَدَ الماءُ ـ قِصِمْ: بَرَدَ، تطلق على الماء وغيره.

تاغوفت: الربو، أي النفس العالي من عَلَّة في الرئة ـ أغْتفتوت: الاختناق والضيق نَفَساً من الدُّخان، أو من الروائح الكريهة.

أنّاف: التنحِّي ـ نفا: النفور والإبتعاد ـ

تيشيت: القملة ـ شينيت: القملة.

إنغّل: انصَبَّ الماءُ ـ إنْغِل: تصبَّبَ عَرَقاً.

يوشكا: ذهب وجاء في البلاد ـ إشِّيك: ذهب وجاء متسكعاً في البلاد، أو في الطرقات.

أنفا: التلُّ، المكان المرتفع ـ نُفْ: الشاهق الجبلي المرتفع.

أمحروق: الغضبان ـ حِرْق: السريع الغضب.

أوركّت: سار على رجليه ـ إريكت: سار بخطى وئيدة.

أساكو: الغرارة ـ سِكْتْ الغرارة.

-2 لهجات ظفارية أخرى:

إنفا: أفاد فلانا وأوصل إليه خيراً ـ إنوفا: أفاد فلانا وأوصل إليه خيراً، (لهجة مهرية وحرسوسية(

أفر: جناح الطائر ـ فرفير: جناح الطائر، (لهجة حرسوسية(

أورار: الشِّعْر، والإنشاد والتغني ـ رِيوِي: الشعر، والإنشاد والتغني، (لهجة حَرْسوسية(

أفردي: الأعور ـ الأفرد: الأعور، (لهجة محوتية(

دّاح: كذلك. داداح، الضرب في لغة الأطفال ـ داح: الضرب في لغة الأطفال، (عاميِّة(

إتفايَ: تثاءبَ ـ تفوَّه: تثاءب، أسقطت الهاء في البربرية، (عاميِّة(

تبحليست: التملق ـ التبلحاس: التملق، (عاميِّة(

-3 العاميَّة اليمنيَّة:

تازّيت: الخنجر ـ التوزة: غمد الخنجر.

أكافالا: الإمساك بالهارب، الأسر ـ الكَفْل: الإمساك بالهارب.

أضو:الرائحة ـ الضَّي: الرائحة الطيبة.

تادّاغت: الإبط ـ الدُغدُغ: الإبط (لهجة حضرمية(

تاقلقولت: أم الرأس، الجمجمة ـ القِلْقِلة: الرأس.

أقرّو: الرأس ـ القِرْقِرَة: الرأس.

تاكركورت: الجمجمة ـ الكُور: الرأس (لهجة حضرمية(

أورد الباحث الجزائري الأستاذ بوزيان الدراجي مسألة كون أصول بعض من قبائل زناتة عربية دون الخوض فيها بما يجب معتبراً أن هذا النقاش لا بد من فتحه خاصة أن الدراسات اللغوية أثبتت أن لغة زناتة ذات أصول حامية سامية وأن اسم زناتة مستحدث.

ومن مميزات زناتة لغتها المغايرة لكل لغات البربر، وطريقة عيشها التي تعتمد على رحلة الشتاء والصيف (الترحال والنجعة) و سكنى الخيام وتربية الإبل، والغارات وضرب الإتاوة والمغارم بل وأبعد من ذلك نظم الشعر بلغتهم، وقد حير هذا التشابه مع العرب قدماء المؤرخين إلى أن ضرب بن خلدون بفرضية كونهم عرب عاربة عرض الحائط قائلا أن وجودهم بأرض البربر قديم قدم البربر أنفسهم.

/4 البربر والأصول الحامية:

فحسب ابن خلدون الحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأن البربر أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح، وأن اسم أبيهم مازيغ وإخوتهم أركيش وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام.

لقد قسم ابن خلدون شعوب البربر إلى إثنين "البرانس والبتر" وهذا اتفق عليه جميع المؤرخين، لكن لم يشر إلى كونهم من نفس الأب أو من أبوين مختلفين وهذا ما اختلف فيه غالبية النسابين. وهنا نلمس تناقضا صارخا بحيث يبقى نصف شعوب البربر مجهولي الأصل والهوية.

}من حام بن نوح: "الحبشة، المصريين القدامى، البربر" أي الأفارقة ذوي البشرة السوداء/السمراء.{

تعزيز فرضية الأصل الحامي للبربر من خلال علم الوراثة:

قام بهذه الدراسات الإثنية على البربر أكاديميون أغلبهم فرنسيون، في إطار مشروع إحياء القومية البربرية الذي لم تكن الكنيسة الكاثوليكية بعيدة عنها (ممثلة بأشهر الباحثين في المسألة البربرية الأب شارل دو فوكو، الذي لم يكن يخفي توجهاته التنصيرية)، بعد أن فشلت أولى محاولاتهم "الدراسات اللغوية والظهير البربري"، وذلك بمعيرة ألسنتهم بتوحيدها تحت لغة مشتركة.

حصلت هذه الدراسات "الآديولوجية قبل أن تكون جينية" على نتائج تعزز أطروحة بن خلدون، بحيث اكتشفوا أن جينا مميزا يظهر ولو بنسبة ضئيلة في جل المناطق البربرية، وعليه فقد جزموا بأن هذا الجين "E-M81" هو المميز للبربر (وإن كان أكثر من 60% من الناطقين باللهجات البربرية لا يحملونه) ومن هنا نستنج أن تلك الدراسة كانت آيديولوجية بالدرجة الأولى تم شيئا آخر.

E-M81} هو تحور من E-M35 ... إلى E الأكثر شيوعا في أفريقيا، وخلال نفس الدراسات توصلوا إلى حالات حيث حصلوا على تطابق بين الجين البربري ويهود الفلاشا "الإتيوبيين{."

/5 وأخيرا، هل حقا هناك عرق أمازيغي ؟

حسب المعطيات التي لدينا البربر جماعة إثنية تختلف أصولهم من حامية "إفريقية" لسامية "عربية" لأوربية. وعليه فإن ما توصل إليه بن خلدون ليس إلا جزءا من الواقع.

أما الحديث عن عرق "أمازيغي" بعد تحديد المراجع يلزمه تحديد الآيديولوجيا، آنذاك يمكنك اختيار أحد المراجع للإستناد عليها.

لكن الصحيح في القول أن البربر جماعة إثنية تتميز بلهجاتها وثقافاتها المتشابهة. وقد أشار إلى هذا الباحث الفرنسي "Dr Ely Leblanc" بحيث كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب البربر قد تألف من عناصر غير متجانسة، انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها، لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا.

ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للبربر، ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين، أحيانا سلمية وأحيانا حربية.

ويقول أيضا المؤرخ الفرنسي E.F. GAUTIER "ويلاحظ أنه لا يوجد كتاب واحد كُتِبَ بالبربرية، كما أنه لا توجد كتابة حقيقية لها، بل لا توجد لغة بربرية منظمة".

/6 لماذا بربر وليس أمازيغ ؟

يقول "محمد المختار العرباوي" في مجلة الآداب المصرية: {البربر وهو اسم عربي قديم، ليس خاصا بسكان شمال إفريقيا وحدهم بل كان يطلق أيضا علي جماعات بالعراق وشرق إفريقيا ولا علاقة له البتة بكلمة varvaras اليونانية ولا كلمة Barbarus اللاتينية. وكلمة البربر ذات الطابع البدوي الصحراوي، اكتسبت قيمتها التاريخية منذ مجيء العرب المسلمين حيث صارت منذ ذلك الزمن علما متميزا يطلقه الناس جميعا علي سكان شمال أفريقيا، بعيدا تماما عن معاني الاستنقاص الموجودة في اللغتين اليونانية واللاتينية{.

في القرآن الكريم يأتي الفعل "بربر" بمعنى "تكلم كثيرا" وأيضا في اللهجات البربرية يأتي الفعل "إبربر" بمعنى امتدَّ ظل النبات. وفوق ذلك فكلمة "بربر" تستحضر معها تاريخ الأمجاد الإسلامية عكس البدعة المصطنعة لا مدلول تاريخي لها "الأمازيغ". ولهذا لا نفهم سبب تحفظ البعض من هذه التسمية بل هي هويتنا البربرية التي نعتز بها كمغاربة.

فالغريب هو أن من يتحفظون عن تسمية "البربر" لا يجدون مشكلا في مناداتهم بالفرنسية ."Bérbére" ومع ذلك اختاروا لهم اسما ولم يطلعونا على السبب.

فلنعتبر أن "البربر" اسما قدحيا، ما السبب في اختيار تسمية "الأمازيغ" ؟

إذا كان السبب في اختيار تسمية أمازيغ كونها تحمل معاني نبيلة للتخلص والتخلي عما لقب به الأجداد عبر التاريخ، فهذا تبرؤ من الأصل وخجل من الإنتماء إليه، وكذلك تبني هوية أخرى غير هوية الأجداد (فقد سمعنا المؤرخين يتكلمون عن البربر لا الأمازيغ)، ومن هنا فعلى الفرنسيين أن يغيروا اسمهم كون الأخير اسما قدحيا وهو مشتق من اللآتينية "فرنجة" ويعني "همجي" أو غير مهذب.

هناك العديد من الشعوب الذين يحملون ألقابا مستبشعة، ومع ذلك ظلوا متمسكين بها، فأغلبية الشعوب لم تختر لها لقبا وإلا لسموا العرب أنفسهم "الغاليين" والفرنسيين ..."Les Héros" بل هي ألقاب عرفت بها من قبل شعوب أخرى.

}فالمغرب اسمه Maroc بالفرنسية Morocco بالإنجليزية وFas بالتركية "وتعني مدينة فاس{..."

وقد يقول البعض (ممن يكذبون ويصدقون كذبهم) أن اسم "أمازيغ" الذي يعني "الحر النبيل" متداول عند البربر وهم يعرفون به أنفسهم. لكن نفس هذا الإسم يعني الأسود في لهجات بربرية مختلفة وقد ينطق أماهيغ أو أماشيغ أو أماجيغ أو أمازيغيون.

أما السبب الثاني وفيه نوع من الطرافة، وهو أنهم سموا بأمازيغ نسبة لأبيهم مازيغ بن كنعان. لكن دعات التمزيغ الذين لا يكفون عن الحديث عن التهميش والإقصاء نسوا أن هذا الإسم يقصي نصف شعوب البربر. حسب ابن خلدون "يعود نسب البربر إلى جدين عظيمين هما: برنس، والأبتر" فالبرانس يعود نسبهم إلى مازيغ بن كنعان أما البتر من بنو قيس بن عيلان، وعليه فإن اسم أمازيغ لا يصح أن يطلق إلا على البرانس.

كمغاربة نعتز بهويتنا البربرية وكعرب نفخر بالبداوة، لا نقبل صنع أمجاد خيالية. كما نرفض جملة وتفصيلا أن يتم فبركة هوية لنا داخل مختبر "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" أو "الجامعة البربرية بباريز".

المراجع التي بني عليها المقال :




- البربر والأصول العربية:
[أبو محمد الهمدان، الإكليل.]
[البربر عرب قدامي ص167.]
[ابن خلكان، أصل الملثمين.]
[سير أعلام النبلاء.]
[ليون الأفريقي، وصف أفريقيا.]
[محمد البومسهولي، عروبة الأمازيغ بين الوهم والحقيقة.]
[قراءة في رحلة ابن بطوطة لظفار.]
[أصول اللغة الليبية القديمة، عبد العزيز سعيد الصويعي.]
[تكلم اللهجة المهرية، محمد بن مسلم بن دبلان المهري.]
[سِفر العرب الأمازيغ، علي فهمي خشيم.]
[محمد البومسهولي، عروبة الأمازيغي بين الوهم والحقيقة.]
[سعيد بن عبد الله الدارودي، حول عروبة البربر.]

3- البربر والأصول الحامية:

[تاريخ ابن خلدون الكتاب الثالث في ذكر أخبار البربر.]

4- وأخيرا، هل حقا هناك عرق أمازيغي

[E.F. Gautier: Consideration sur l’Histoire du Maghreb. Revue Africaine. Vol. 68 1927]
[دراسات Dr Ely Leblanc.]


===============

ابن خلدون على الرغم من معرفته الموسوعية إلا أنه قد غابت عنه حقيقة تاريخية في غاية الأهمية بخصوص عمران شمال إفريقيا

وهو أن المؤسسين الأوائل لتلك الحواضر وساكنوها الحضريون الأوائل كانوا من الكنعانيين القادمين من حواضر صور وصيدا وجبيل

فهم مؤسسوا قرطاج وعتيقة Utica و لبدة Leptis Magna وطرابلس Oea وقرتا Cirta و حضرموت Hadrumete وسرت Macomades

بينما هو اعتقد أن هذه الحواضر وعمائرها هي من بقايا الوجود الروماني البيزنطي

يقول :
"وكذلك الأمة الذين كانوا بإفريقية غالبين على البربر ونازلين بمدنها وحصونها إنما كانوا من الفرنجة"

بينما لم يغب ذلك عن أوغوستينوس
والذي قال أن الناس من حوله كانوا يتكلمون بلسان بونيقي ويعرفون أنفسهم ككنعانيين
يقول :
Unde interrogati rustici nostri, quid sint, punice respondentes: Chanani


كما لم يغب ذلك عن المختار السوسي
يقول :

"إن أثار آل حنبعل على توطد قدمهم، وممازجتهم للشلحيين لا تعد شيئا مذكورا إن قيست بآثار الموجة العربية الإسلامية، لأن في طيات الإسلام ودينه، ما ليس في طيات دين تلك الموجة العربية الأولى التي ماج بها القرطاجنيون"



============
كتاب في مقال...عروبة الأمازيغ


د.محمد بولوز*


الجمعة 09 نونبر 2012

الأمازيغ هم عرب الهجرات القديمة التي قدمت من المشرق وحطت رحالها في بلاد المغرب وعموم شمال إيفريقيا، تلك هي الخلاصة التي ينتهي إليها الباحث المتخصص في علم اللغة المقارن سعيد بن عبد الله الدارودي في كتابه "مدخل إلى عروبة الأمازيغيين من خلال اللسان" والذي صدر مؤخرا في هذه السنة (2012) ضمن منشورات فكر، مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء، وعدد صفحاته ست وأربعون وثلاثمائة(346) صفحة.

بحث لم يكن مجرد تجميع لجذاذات مكتبية، وتنقيب في المصادر على الأرائك المريحة، وإنما شمر صاحبه عن ساق الجد وطاف في جزيرة العرب وبالضبط في بلاد ظفار والتي تقع ما بين عمان واليمن، باحثا في لهجاتها ومنقبا عن صلاتها بالأمازيغية وعن جذور أجدادنا نحن أمازيغ المغرب وعموم شمال إيفريقيا، ولم يكن البحث نزهة عام أو ثلاث سنين أو حتى خمس، وإنما انشغل صاحبنا بالبحث دون كلل أو ملل لأكثر من سبعة عشر عاما وهو يقارن بين اللسان العربي بفروعه الكثيرة واللسان الأمازيغي المتعدد اللغات واللهجات.
بحث جمع بين العمل الميداني والنظر في أعمال السابقين، من مثل ما ألفه الدكتور أحمد بن نعمان (الهوية الوطنية الحقائق والمغالطات، هل نحن أمة؟،كيف صارت الجزائر مسلمة عربية؟، فرنسا والأطروحة البربرية، مستقبل اللغة العربية بين محاربة الأعداء وإرادة السماء،...) ومؤلفات الدكتور عثمان سعدي (عروبة الجزائر عبر التاريخ، الأمازيغ عرب عاربة، معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية) وكتب الأستاذ محمد المختار العرباوي (البربر عرب قدامى، في مواجهة النزعة البربرية وأخطارها الانقسامية) وكتاب(عروبة البربر الحقيقة المغمورة) لمحمد علي مادون، وكتاب (الجذور التاريخية لسكان المغرب القديم) للدكتور محمد علي عيسى، وكتاب (أصول اللغة الليبية القديمة) للدكتور عبد العزيز سعيد الصويعي، وكتاب (سفر العرب الأمازيغ) ومعه (معجم لسان العرب الأمازيغ) للدكتور علي فهمي خشيم، وكتاب (الأقلية البربرية في تونس) للدكتور سالم البيض والذي يرد فيه على الكثير من المغالطات التي يراد ترسيخها عن أمازيغ تونس.

وساق الباحث كما هائلا من الأدلة على دعواه والتي أخذت معظم صفحات الكتاب فذكر عددا كبيرا من الكلمات الأمازيغية ذات الأصول العربية، وبدأ بثلاث وأربعين مجموعة تحتوي على تسع وثلاثين وثلاثمائة (339) مفردة، ثم بعد ذلك أضاف تفصيل الكلام فيها وفي غيرها من المفردات حسب المواضيع شارحا لجذور الكلمات وما وقع فيها من تعديلات صرفية وصوتية فأورد في (ألفاظ الماء) ثلاث ومائة (103)مفردة، و(ألفاظ الحركة) سبع وثلاثين ومائة (137) مفردة،و(ألفاظ النبات والرعي والفلاحة) ثمان وثلاثين ومائة (138)مفردة،و(ألفاظ الكرم واللؤم والشرف والوضاعة)سبعة وستون (67)مفردة،و(ألفاظ الاكتمال والزيادة والملء والنقص والكثرة والقلة والجمع والتبديد) واحد وعشرون (21)مفردة،و(ألفاظ الأصوات) أربعون (40)مفردة،و(ألفاظ الكلام والإنشاد والاستماع والصوت)تسعة وثمانون (89)مفردة،و(ألفاظ الداء والدواء)ثمانية وأربعون (48)مفردة، و(ألفاظ السرور) إثناعشر (12)لفظا،و(ألفاظ الحزن والبكاء والألم والشكوى) سبعة عشر (17)مفردة ، و(ألفاظ المحبة) سبعة عشر (17)مفردة ،و(ألفاظ البغض)أربع(4) مفردات ،و(ألفاظ الغضب والعبوس والتشفي) اثنين وثلاثين (32)مفردة،و(ألفاظ العتاب والاغتياب والنم والسباب) تسع (9)مفردات،و(ألفاظ الخيلاء والتبجح) ثلاثة عشر(13) مفردة ،و(ألفاظ الحيوان) ستة وستون ومائة (166)مفردة ،و(ألفاظ الطير)سبعة وعشرون(27) مفردة،و(ألفاظ الاكتساب والغنى والفقر) سبعة وعشرون(27) مفردة،و(ألفاظ العطاء والأخذ والقبض والإفلات)اثنا عشر (12)مفردة،و(ألفاظ اللون)خمسة وعشرون (25)مفردة،و(ألفاظ أعضاء جسم الإنسان)إحدى عشر ومائة (111)مفردة، و(ألفاظ العقل والذكاء والجنون والغباء والطيش)اثنين وثلاثين (32)مفردة،و(ألفاظ الصدق والكذب)خمسة عشر(15)لفظا،و(ألفاظ الطول والقصر) ثمانية عشر (18)مفردة ،و(ألفاظ البدانة والنحافة)واحد وثلاثون (31)مفردة،و(ألفاظ القوة والصبر والنشاط)اثنين وعشرين (22)مفردة، و(ألفاظ الضعف والكسل والتعب) اثنين وعشرين (22)مفردة،و(ألفاظ الحر والبرد) اثنين وأربعين (42)مفردة،و(ألفاظ الخطر والفتن والثورات والدواهي والهلاك والإقبار) سبعة وخمسون (57)مفردة ،و(ألفاظ التقييد) خمسة وأربعون (45)مفردة،و(ألفاظ الأوعية)أربعون (40)مفردة،و(ألفاظ الطعام والشراب)سبعة وثمانون (87)مفردة،و(ألفاظ الأسلحة والإغارة والأسر)أربعة وسبعون (74)مفردة،و(ألفاظ اللباس والفراش)واحد وستون (61)مفردة،و(ألفاظ المكان والأرض)خمسة ومائة (105)مفردة،و(ألفاظ الرصف والتشييد والبناء) ثمانية وأربعون (48)مفردة،و(ألفاظ الجمال والقبح)عشرون (20)مفردة،و(ألفاظ الروائح الطيبة والكريهة والخبائث) واحد وأربعون (41)مفردة، و(ألفاظ الأسرة )خمسة وسبعون (75)مفردة،و(ألفاظ الجرأة)إحدى عشر(11) مفردة،و(وألفاظ الخوف والقلق)خمسة عشر (15)مفردة،و(ألفاظ الخصومة والشجار والقتل والخنق والضرب والطعن والدفع والطرد)ثمانية وسبعون (78)مفردة،و(ألفاظ الذبح والقطع والكسر والطحن والدلك والمزج) سبعة وستون (67)مفردة،و(ألفاظ العون والخذلان) ثماني (8)مفردات،و(ألفاظ الظهور والخفاء)إحدى عشر(11) مفردة،و(ألفاظ الوسع والحداثة والقدم والخصب والجدب)إثنا عشر (12)مفردة،و(ألفاظ الشعوذة)ثماني (8)مفردات،و(ألفاظ متفرقة) واحد ومائة (101)مفردة.ويصل مجموع مفردات هذه المجالات واحد وستون ومائتان وألفان (2261) من الألفاظ.
ثم أورد الباحث أمثلة بعد ذلك لكلمات يقع فيها الإبدال اللغوي كما يحدث بين القاف والكاف، وبين القاف والجيم، وبين الشين والجيم، وبين الكاف والجيم، وبين الكاف والخاء، وبين الغين والقاف، وبين الغين والكاف، وبين الغين والجيم، والغين والعين، وبين الغين والحاء والخاء،والضاد والدال،والضاء والطاء،والدال والتاء وغيرها من الأمثلة الكثيرة والتي أوصلها إلى ثلاثة وثلاث مائة مفردة(303).

ثم أورد أمثلة تتعلق بالقلب اللغوي سواء القلب المكاني لذات الحرف أو القلب المكاني مع تغير الحرف وأوصلها هذه الأمثلة إلى سبعة وأربعين مفردة(47).

ثم أورد أمثلة لإسقاط الأحرف كحروف الحلق (الحاء الخاء العين الغين الهاء الهمزة) وصلت تلك الأمثلة إلى ثمان وثمانين مفردة (88).

ثم أورد أمثلة لزيادة الأحرف كإضافة حرف السين والشين والنون والتاء وصلت تلك الأمثلة إلى واحد وخمسين مفردة(51).

وأعطى الباحث نماذج من خلال النحو والصرف ومن خلال الصوت اللغوي فعقد مقارنات لغوية عن المفرد والمثنى والجمع والتذكير والتأنيث وحروف المعاني وأدوات النحو ونحو ذلك مما اعتبره "حجة قاطعة نهديها إلى أولئك الذين يدعون بأنه لا يوجد شبه ولا تقارب" وفي المجال الصوتي لاحظ "الضاد التي شاع عنها بأنها صوت مميز للعربية حتى سميت "لغة الضاد"هي أيضا من المميزات الصوتية للبربرية"ص327.وبين أن الزاي المفخمة ليس خاصا بالأمازيغية وليس صوتا غريبا عن العربية ولهجات المشرق العربي. وكذلك الشأن في الكاف اللينة والقاف المعقودة ونحو ذلك من الحروف التي يزعم لها الخصوصية.

وبخصوص حرف تيفيناغ يؤكد الباحث أن"الكتابة البربرية بفرعيها الليبي القديم والتيفيناغي (الفينيقي) عربية الأصل" أكد ذلك من خلال جدول مقارن وضعه الباحث الظفاري علي أحمد الشحري المتخصص بالنقوش والكتابات القديمة حيث قارن بين الحروف الأمازيغية بشقيها التيفيناغي والليبي القديم وبين الحروف الظفارية (نسبة إلى ظفار الموجودة بين عمان واليمن)والتي اكتشفها هذا الباحث في مواقع كثيرة بجبال وصحاري ظفار منذ عام ست وثمانين وتسعمائة للميلاد( 1986 ) ص:333.ويعلق الباحث على جداول المقارنة بقوله:"الناظر إلى هذين الجدولين سيندهش لما يراه من تطابق تام في الشكل ما بين حروفنا نحن أهل ظفار والحروف القديمة لأهل المغرب العربي، مع التنويه إلى أن هناك أحرف من اختراع الباحثين المغاربة المعاصرين، وضعوها كي يكملوا تمثيل بقية الأصوات البربرية التي ليس لها ما يمثلها في الحروف البربرية الأصيلة القديمة،لذا من الطبيعي ألا نجدها ضمن الحروف الظفارية"

ومن الأمور التي انتقدها الباحث على بعض الأمازغيين المعاصرين:

- اصطناع لغة موحدة معيارية لتكون الحل البديل لمعضلة اللهجات الأمازيغية العديدة والتي تبلغ حسب الباحث مائتين، والمتنافرة أحيانا إلى درجة عدم مقدرة أصحابها على التواصل بها فيما بينهم،مما يضطرهم إلى اللجوء إلى لسان وسيط يتخاطبون به.ويؤكد الباحث أن مآل تلك المحاولات هو الفشل لأنه "يخالف سنن الله في الألسن" فهناك صعوبات جمة في البلد الواحد كالجمع بين تريفيت وتاشلحيت وتمازيغت، فكيف إذا جمعنا إلى ذلك اللهجات الأمازيغية الجزائرية والتونسية والليبية وواحة سيوة والجزر الخالدات ولهجات مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

- عدم الرغبة في القيام بمشروع مقارنة بين اللسان العربي واللسان الأمازيغي، حتى لا تظهر أواصر القربى بين اللغتين، بل هناك تركيز على بعض الخصوصيات لتكريس التباعد بينهما.في حين أن ضخامة ما في الأمازيغية من ألفاظ عربية أقلق القائلين بعدم عربيتها.وجعلهم - رفعا للحرج- يخرجون قسما كبيرا من الألفاظ الأمازيغية ويعتبروه من "الدخيل العربي" ولما وجدوا أيضا ألفاظا كثيرة من المهجور العربي قالوا هذا من المشترك بين اللسانين.وينتهي الباحث بسبب وجود تعسف بين في تلك التقسيمات إلى التشكيك في مصداقية بعض واضعي المعاجم الأمازيغية.

ويذكر الباحث كبرهان على ذلك التخبط الحاصل في اعتبار بعضهم كلمات من الدخيل واعتبار الآخرين لها من الأصيل فمثلا محمد شفيق صاحب المعجم العربي الأمازيغي يستبعد لفظة (لفدعت) لكونها عربية ويدخلها علي السهلي في معجمه الخاص باعتبارها أصيلة ويقبل شفيق (أمولز وانفرك) باعتبارهما أصيلتان ويثبت الباحث الدارودي أنهما عربيتان، كما يبقي شفيق على كلمة (إدفر) والحال أنها من الفصيح العربي أوردتها مختلف المعاجم. ويتعجب الباحث من اعتبار بعضهم التطابق بين الكلمات العربية والأمازيغية من قبيل المصادفة كما يذهب إلى ذلك صاحب قاموس (أوال) والذي قد يقبل لو كان الأمر يتعلق بكلمات معدودة أما أن يصل الأمر إلى آلاف الكلمات فهذا ما لا يسع قبوله أو تفسيره بمجرد المصادفة.

ومنهم من يقول بنظرية اقتراض الأمازيغية من العربية وهو أمر قد يقبل في مفردات العقائد والشعائر الدينية أما أن ينسحب على جوانب الحياة جميعا فهذا يثير الشك في هذه النظرية فهل قبل الإسلام بقي الأمازيغ صامتين لم يخترعوا ألفاظا وكلمات في الخلق والتكوين والأرض وأشكالها والدواب والأصوات وأحوال الإنسان وخصاله الحميدة والذميمة والأسرة والزواج والحركة والسكون واللباس وأزيائه والفتن والاضطرابات وكثرة كاثرة من أمثال هذه الأشياء، إنها كما يقول المؤلف:(نوازع الهوى عند هؤلاء، وعقدة نفسية مترسخة في أعماقهم تجاه اللغة العربية،التي يريدونها"أبعد ما تكون"عن لهجاتهم، حتى تبقى أمازيغيتهم"متفردة"ببنيتها اللسانية"ممتازة"بمعجمها الغزير"أعجمية صافية"ليس بها "شائبة"عربية)ص:11.

- يؤكد الباحث أن المحاولات العديدة لربط الأمازيغية بالأصول الغربية باءت بالفشل "فألقيت في مزبلة الفكر والعلم" ويستغرب الباحث قائلا:"اللغات العروبية خاصة اللغة العربية بها آلاف الكلمات المشتركة مع البربرية ولا يلتفت إليها أحد في حين أن اللغة الباسكية بها القليل من الألفاظ المتقاربة مع ألفاظ بربرية ثم يثار هذا القليل ويسكت عن ذاك الكثير"

- كما ورد في دراسته على جملة من التساؤلات الأخرى مثل دفاعه عن استخدام كلمة "بربر" بشكل طبيعي كاستخدام "الأمازيغ" وأنها لا تعني بالضرورة "الهمج المتوحشون"كما يفهم من المعنى اللاتيني، لأن "كلمة بربر جميلة في مدلولها التاريخي...(و) العظماء هم الذين يشرفون أسماءهم، وليس الأسماء هي التي تشرفهم"

- وينبه القارئ إلى التمييز بين "الحركة الأمازيغية" وجماهير الأمازيغ، فليس كل ما تلح عليه هذه النخبة هو مطالب شعبية للأمازيغ ولهذا يتخوفون كثيرا من الاستفتاءات الشعبية لأنها قد تأتي بنقيض قصدهم.

- ويرفض الباحث إطلاق وصف "المسخ" على اللهجة المغربية باعتبارها مزجا بين العربية الفصحى والأمازيغية مع زعم غلبة هذه الأخيرة عليها، واعتبر ذلك أمرا طبيعيا مثل تفاعل العربية في بلدان أخرى كمصر مع لغتها القديمة وكذلك الشأن في اليمن والعراق والشام فتولدت مختلف اللهجات العربية الحالية.

- وينبه الباحث بعض المتطرفين الأمازيغ بأنهم واهمون إذا ما ظنوا"أن العداء السافر للمشرق العربي واللغة العربية والحضارة العربية الإسلامية سيؤدي إلى القطيعة مع موروثه الذي جاء به الإسلام...(ف) لن يستطيعوا أن يقتلعوا من تراب المغرب العربي ما تعرقت فيه من جذور الأخوة الواحدة ما بين العرب الفاتحين والعرب الأمازيغ"

- ولا يفوته أن يوجه سهام نقده لبعض الباحثين المغاربة في المسألة الأمازيغية مركزا على الأستاذ محمد شفيق باعتباره "الأب الروحي للحركة الثقافية الأمازيغية" وبأنه "صاحب هوى" يأتي إلى البحث و"لديه موقف مسبق يريد أن يثبته" فقد "سخر كل ما لديه لأجل انفراد البربر ولهجاتهم عن غيرهم خاصة إذا كان هذا "الغير" عربيا"

- وينتهي الباحث إلى أن الأمازيغية ليست سوى لسان عربي، فاستدل على ذلك بالمعجم المقارن، وبالدراسات النحوية والصرفية والصوتية، وأيد ما ذهب إليه الرحالة المغربي الشهير "ابن بطوطة" من أن تكون "ظفار" الواقعة ما بين عمان واليمن، هي موطن الأمازيغ ومنه نزحوا إلى شمال إيفريقيا، فأكد الباحث فيما لا يدع لديه شكا عروبة الكلم الأمازيغي بشتى لهجاته.

- آفاق الدراسة أن تكون معجما أمازيغيا مقارنا، وإنما اكتفى في هذا الكتاب بنماذج وأمثلة وما جعله هنا فصولا سيستقل كتبا بحول الله وقوته.وسينضم إلى دراسات علمية رصينة قادمة "ستزيح عند ظهورها تلك الصخرة اللغوية من تحت أقدام أولئك الواهمين ...فلا يبقى لهم ساعتها...سوى أن يعودوا إلى أمتهم العربية معترفين بخطئهم،أو يشعلوا وحدهم شمعة المكابرة"

- وانطلاقا من مقولة "اللغة هي الكشاف الأول والهام عن أصل الشعوب" وما يجمع عليه من أن الأدلة اللغوية تعد من أفضل الأساليب وأوضحها لإثبات ما بين الجماعات السكانية من علاقات ثقافية وصلات نسب، يؤكد الباحث أن "الحجج اللغوية (التي وفق عليها وخبرها) تظل الأقوى تأكيدا، والأعظم تأثيرا وإقناعا في إثبات عروبة المغاربة القدامى"
وأقول: على ما يصر البعض لتعميق الشرخ بين أخوين جمعهما الأصل الواحد والتاريخ المشترك والدين الواحد والوطن الواحد والمستقبل الواحد؟ إنه لا بديل عن اللحمة وتعميق أواصر الأخوة والاحترام إلا الضعف والتشرذم وذهاب الريح، فما يضيرني أن أكون أمازيغيا يحب العربية أو أن أكون عربيا يقدر عاليا أخاه الأمازيغي، ومن الأخوة تذويب الحساسيات المفرطة ومن ذلك اعتماد الحرف العربي المتداول عوض الحرف العربي المهجور والذي أصبح غريبا في شكله وكتابته على الأجيال، ويقتضي جهدا إضافيا ونفقات زائدة، فهاهي الشعوب الإسلامية الأعجمية في باكستان وإيران وأفغانستان تعتمد الحرف العربي المتداول وهم الذين لا يجمعنا بهم غير الدين أما بين معظم الأمازيغ ومعظم العرب فيجمعهم الدين وأصل العروبة وحري بنا أن نستحضر جميعا الشعار الرباني" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات، فها هو تعميق التعارف انتهى بنا إلى الأصل الواحد وأكرمنا الله بدين ليس فيه من فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى فهيا إلى البناء المشترك، ودعوا عنا النعرات، فإنها منتنة.

*أمازيغي يحب العربية

=========

القبائل العربية عنابة / سكيكدة / الطارف / الجزائر
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2018/02/blog-post_59.html

العرب هم الذين اعطوا الهوية العربية لشمال افريقيا مثلما اعطى الانكلو سكسون الهوية الانجليزية الاميركية و ليس الهنود الحمر

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2018/02/blog-post_49.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق