الجمعة، 4 مايو 2018

توسعة العثمانيين في الحرمين الشريفين

انتقلت السيادة على الحجاز إلى العثمانيين، وبالتالي رعاية الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وأصبح السلطان العثماني يلقب بخادم الحرمين الشريفين، وعلى الرغم من السيادة العثمانيةعلى كافة الأمصار إلا أن مصركولاية عثمانية ظلت تتولى عمارة المسجد الحرام بأموال ومواد بناء ومهندسين وعمال مصريين،[105]ويعتبر السلطان سليمان القانونيأول من قام بترميم المسجد الحرام، حيث أمر بترميم منارة باب عليبعد سقوطها.[105]
وفي سنة 959هـ-1551م، تم ترميم أبواب المسجد الحرام،[106]كما تم تجديد الأعمدة والأروقة وإعادة بناء الباب البحري وباب إبراهيم في الجهة الغربية،[106] كما تم ترميم الرواق الشمالي لباب الندوة،[106] وإعادة بناء ثلاثة مآذن وهي مئذنة الركن الشمالي الشرقي ومئذنة قايتباي في الجهة الشرقية ومئذنة باب العمرة.[106]
وفي سنة 966هـ/1558م، أرسل السلطان سليمان القانوني منبراجديدا هدية للمسجد وهو منالمرمر الناصع البياض بدلا من منبره الخشبي السابق،[107][108]ومنذ ذلك الوقت لم يعد يستخدم المنبر الخشبي، وفي سنة 972هـ-1564م، أمر السلطان سليمان في فرش المطاف حيث سُدت البلاطات بالنورة الرصاص وتسمرت بمسامير الحديد،[109][110]واستمر فرش المطاف الشريف على هذا النمط إلى أن تم ذلك وفرشوا المسجد الحرام جميعهبالجص،[107][108][111] كما تم عمل منارة جديدة عرفت باسم منارة سليمان القانوني، وكانت قبل ذلك تُعرف بمنارة الحكمة.
المسجد الحرام وتظهر الكعبة في 1880 م (1297 هـ).
وبعد تولي السلطان سليم الثانيالخلافة أجريت العمارة الأولى للمسجد الحرام بعد زوال دولة المماليك وذلك عام 979 هـ / 1571 م، حينما وصلت إليه الأخبار (أي سليم الثاني) بأن باب الرواق الشرقي من المسجد مال ميلا عظيما نحو الكعبة المشرفة بحيث برزت رؤوس خشب السقف منه عن محل تركيبها في جدار المسجد،[112][113][114][115][116][117]حيث صدر أمر السلطان بسرعة عمارة المسجد الحَرَام،[118][119][120][121][122][123]حيث جدد سقف الأروقة الأربعة للمسجد الحرام، كما تم عمل سقفه من القباب بدلا من السقف المسطح المصنوع من الخشب.[124]
أما بالنسبة للأساطين قبل عمارة السلطان سليم الثاني فكانت مبنية على نسق واحد في جميع الأروقة ولكن ظهر لهم أن هذا الوضع المعماري لا يستطيع أن يقوى على تركيب القبب عليها بسبب قلة استحكامها وعدم قدرتها على تحمل القبب التي لا ترتكز إلا على أربعة أساطين قوية التحمل،[125][126] لذلك فكروا في إدخال دعامات أخرى بين أساطين الرخام الأبيض،[127][128] وفي عهد ابنه السلطان مراد الثالث أمر باستمرار العمل بعد وفاة والده،[129] فاستمر العمل حتى تم الانتهاء من عمارة الجانبين الجنوبي والغربي من المسجد وذلك في سنة 984هـ/1576م،[130][131][132][133][134]كما تم تبييض جميع الأروقة،[118]حيث استغرقت عملية الهدم والبناء أربع سنوات، وبعد توسعة سليم الثاني وإبنه مراد الثالث أصبحت مساحة المسجد الحرام 28003م2،[135] حيث أصبح المسجد الحرام نزهة للناظرينكإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد على حد قولالنهروالي[136] أصبح المسجد الحرام نزهة للناظرين كإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد على حد قول النهروالي[136]
وفي عهد السلطان أحمد الأول، حدث تصدع في جدران الكعبةوكذلك في جدار الحجر، وكان من رأي السلطان أحمد هدم بناء الكعبةوإعادة بنائها من جديد لكن علماء الروم (أي الأتراك) منعوه من ذلك،[137][138] أما المهندسين فأشاروا عليه بدلا من ذلك بعمل نطاقين من النحاس الأصفر المطلي بالذهب واحد علوي وآخر سفلي،[139][140][141] ورغم ذلك لم تصمد الكعبة طويلا[142] وتهدمت جدرانها عقب أمطار غزيرة عام 1039هـ، [143][144][145][146][147][148] فأمر السلطان مراد الرابع بتجديدها على أيدي مهندسين مصريين عام 1040 هـ،[149] حيث تم إصلاح وترميم المسجد بأكمله وفرشت أرضهبالحصى،[150][151][152][153][154] وفي سنة 1045هـ/1635م تم فرش المسجد بالحصباء وأصلحت المماشي،[155][156] أما في عهد السلطان محمد الرابع تم إصلاح وترميم المنائر السبع، كما أمر بزيادة مساحة حاشية المطاف وتم فرشها بالحجارة المنحوتة وذلك عام 1072هـ-1661م.[157][158]
منظر يظهر فيه المسجد الحرام عام 1910 م.
وفي سنة 1112هـ-1700م أمر السلطان مصطفى الثاني بعمارة المسجد، حيث أجريت فيه ترميمات واسعة شملت أطراف المسجد، وعمرت المماشي، وطبطاب فيباب الزيادة،[159] والرفرف الذي على باب السلام فتم تجديده بأخشاب جديدة، ورممت المنارات،[160] وفي عهد السلطانأحمد الثالث تم ترميم المسجد وفرش بعض نواحي باب السلامبالحجارة،[159] وأزيل ما في المسجد من الطبطاب، وفرش بالحجارة المنحوتة وذلك سنة 1134هـ-1721م،[159][161][162]أما في عهد السلطان عبد الحميد الأول فقد تم ترميم ترميم مئذنة باب العمرة، وأحدثت أرصفة تتخلل حصوات المسجد، تبدأ من صحن المطاف وتتجه إلى باب السلام، وباب علي، وباب الصفا، وباب إبراهيم، وباب العمرة حتى لا يسبب مرور القاصدين المطاف من هذه الأبواب أي تخط للمصلين في الحصوات، كما تم تجديد بعض القبب وقواعد الأعمدة في بعض أروقة المسجد.[163][164]
وفي عهد السلطان محمود الثاني تم تعمير وترميم المسجد، حيث قام والي مصر محمد علي باشا سنة 1229هـ/1814م بإرسال المهمات والمواد اللازمة لعمارة المسجد الحرام، حيث تم ترميم وتجديد سطح المسجد،[165] وفي سنة 1257هـ-1841م أمر السلطان عبد المجيد الأولبمجموعة من الإصلاحات بالمسجد، شملت بعض الأعمدة والمماشي، وزيادة ممشى باب الصفا،[159] كما تم تبييض جميع المسجد الحَرَام. وفي سنة 1266هـ/1850م أمر السلطانعبد المجيد الأول بإجراء إصلاحات عامة في المسجد، وتم خلالها رصف الردهة الداخلية لباب السلام بالمرمر.[166]
وفي سنة 1334هـ/1915م، أمر السلطان محمد الخامس بعمارة وإصلاح جميع الأضرار التي تعرض لها المسجد بسبب السيل المعروف باسم سيل الخديوي،[167]نسبه إلى خديوي مصر عباس حلمي الثاني الذي حج في سنة 1327هـ-1909م وهي نفس السنة التي حدث فيها السيل.[168] وبسببالحرب العالمية الأولى وقيام الثورة العربية الكبرى تم وقف العمل بترميم المسجد الحرام.

===============

أعمال ترميم وتوسعة المسجد النبوي الشريف في العهد العثماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق